أطفال النور
في المناطق
العدائية من الصعب عليك أن تكونَ صادِقاً مع نفسك؛ خاصة؛ إذ كُنتَ تملك مشاعراً، و
رؤىً، و احتياجاتٍ مُختلِفة... في المناطِق العِدائية شخصيتُك هيَ ما ترتَدي، و
ليسَ ما أنتَ عليه؛ و لكن مهما حاولتَ الاِختباءَ بِجُهد؛ فحقيقتُكَ ستظهر بأي
ثَمَن...
و لو عبرَ نسيج
مُجتَمَعٍ جاهز ليُحاسِبُكَ إذا كُنت مُختلِفاً عنهُ بشكلٍ ما.
في تسريباتِ
أخلاقية في هكذا مُجتَمع نَحنُ نجِدُ أنفُسنا "مثليّ الجنسية" غير
مُعَّرفون؛ و لكن مرفوضون؛ و بِدونِ أي شك "مُهدَدون"...
يقولونَ بِأننا:
مرضى، و عار، و اِنحِراف عن مَسارِ الطبيعة؛ و على أغلبنا يَجب تَطبيقُ حُكم
الموت! عِندما أسمعُهم يردِدون "آمين"، أتساءل: "هل نَحنُ فراشاتٍ
في لفافاتِها؟ أم تِلكَ الشياطين التي يتحدثون بها عن أنفسِنا؟"
كُل ما أعرفه
بأننا لسنا بِجنسٍ مُختلف؛ لم نأتِ من رحمٍ مُختلف، و مع ذلك فإنهُم يتهموننا
بالعار، و الضعف، و عدم المَسؤولية. فهل ذلك هُوَ الخوف من المجهول أم هو الكُره
بكُلِ بساطة وَ وُضوح؟...
كأطفالِ النور؛
نحنُ نشعر بالإعياء في الجِنان التي خَلقتموها لِأنفُسِكُم؛ و أنكَرتُم وجودنا
بِها؛ و لكِننا سنعبُر من خِلالِها، فنحنُ "أنتُم" (أصِدقاء، أحباب،
آباء، و أمهات)؛ و مع ذلك أنتُم لا تسمعونَ نداءاتِنا و صَرخاتِنا؛ عِدائيتِكُم
جَعلتكُم تعتَقِدونَ "بالأقلية"؛ و من ثُم خنقتمونا بدموعٍ من غُبارِ
الفَحم؛ واضِعينَ أشواكاً في عيوننا التي رسمها الحُب.
لقد تركتمونا في حالٍ
أشبهَ بالنُجومِ المُتجمدة، و لكِن في طبقاتِ اوَعي العُليا؛ سيوجَد مكانٌ
لِأحلامِنا لتتصادَم مع الواقِع. و لا مكان لِتَضارُباتِ التعاريف؛ و تبديلِ
الوجوه؛ و انتِحاراتٍ عُنوِانُها "سَبَبٌ مجهول"؛ نَحنُ أطفالُ النور، و
نَحنُ ورَثَةُ اللهيبِ الذي تحرقون أرواحنا بِه بدون أي عارٍ أو اِحساس...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق