15‏/10‏/2012

طين الياسمين



طينُ الياسَمينْ

هُو يَعلم ما يَظُنُ بأني لا أعلم؛ وَ ينظُرُ في عينايَّ و يهمُسُ في أذُنِ صَديقه الذي كانَ يُشاركُهُ نفضَ السجائِر على الياسَمين؛ على الطاوِلة؛ يَبتَسِمان...... و يُعيدان احياءَ الماضي بأسئلةٍ صباحية كانت قد تراكَمَتْ على صحنِ فنجانِ قَهوتي...
هُوَ يعلَمُ ما يَظُنُ بأني لا أعلم؛ و يُساعِدُ صديقهُ في جُرأتِه على التخيل بأن العالَمَ يَنحَصِرُ بينهُما، و يَرقُصان على أنغامِ لحْنِهِما بِطقوسِهما الخاصة و بعمليةٍ حِسابية؛ و كأنّ الموسيقى أصبحت (1،2،3)؛ نظرَ لهُ و سجائِرُهُما تُدخِّنُ رائِحةَ جسدي؛ و هُما يَنفُضانِ مرةً أخرى في الياسَمين...
تلكَ الانعكاسات على وجهِكَ من ضوء القَمر، تَجعَلُ من كُلّ شيءٍ شاحِباً؛ لِدرجة أني أصبحتُ أرى كُلَّ شيءٍ أسوداً و أبيضاً؛ و اعتقدتُ أني سأتحطمُ مرةً أخرى مِن خيالٍ إلى خيال؛ و فراغاتٍ في مكانِ ولادَةِ حُلم...
سأتلاشى الآن عَن رؤاك؛ و أضيع في زُرقَةِ عيناك؛ بِصَمتي؛ فالكَلِماتُ مَعَكَ صعبَةُ الوِلادة و بدونِ معنىً؛ كالنظَرِ إلى مرآةِ في الظَلام؛ و حروقٍ شمسية على وجهِ التُراب... معَكَ سأستخدِمُ لغة لم استخدمها من قبل، لغةٌ مصدَرُها آلافُ التَلافيف و البكرات، لغةٌ لم أعتَقِد بأني قادِرٌ على اِستِخدامِها مِن قَبل؛ فهي تَنبِضُ احمِراراً؛ و تنتَفِضُ إحساساً... ليسَ من شَخصٍ مِثلي؛ بل مِن تلافيفِ حُبِكَ الضائِع في مَصانِعِ القَدَر...
هُما الآن يَعتَقِدان بِأنهُما يعلمانِ ما لا أعلَم؛ و يأخُذانِ آخرَ نَفَسٍ؛ و يَنفُضانِ ما تبَقى من موتِ سجائِرهُما في مِنفضةِ الياسَمين التي أصبَحَت رماداً؛ و من ثُم طيناً؛ و مِن ثُم قذارةً لِتُرمى في مِنفضتي الكُبرى للذكرياتِ و الياسَمينِ القَذِر...

تمّ النشر في مجلة موالح عدد أوكتوبر للاطلاع عليها و تحميلها الرجاء الضغط على أحدى الروابط:
http://www.mediafire.com/view/?eecetj32y8tyu23
http://www.ziddu.com/download/20554850/mawaleh-002l.pdf.html
- للذهاب لصحفة الفايس للمجلة: موالـــــــح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق