طينُ الياسَمينْ
هُو يَعلم ما يَظُنُ بأني لا أعلم؛ وَ ينظُرُ
في عينايَّ و يهمُسُ في أذُنِ صَديقه الذي كانَ يُشاركُهُ نفضَ السجائِر على
الياسَمين؛ على الطاوِلة؛ يَبتَسِمان...... و يُعيدان احياءَ الماضي بأسئلةٍ
صباحية كانت قد تراكَمَتْ على صحنِ فنجانِ قَهوتي...
هُوَ يعلَمُ ما يَظُنُ بأني لا أعلم؛ و
يُساعِدُ صديقهُ في جُرأتِه على التخيل بأن العالَمَ يَنحَصِرُ بينهُما، و
يَرقُصان على أنغامِ لحْنِهِما بِطقوسِهما الخاصة و بعمليةٍ حِسابية؛ و كأنّ
الموسيقى أصبحت (1،2،3)؛ نظرَ لهُ و سجائِرُهُما تُدخِّنُ رائِحةَ جسدي؛ و هُما يَنفُضانِ
مرةً أخرى في الياسَمين...
تلكَ الانعكاسات على وجهِكَ من ضوء القَمر،
تَجعَلُ من كُلّ شيءٍ شاحِباً؛ لِدرجة أني أصبحتُ أرى كُلَّ شيءٍ أسوداً و أبيضاً؛
و اعتقدتُ أني سأتحطمُ مرةً أخرى مِن خيالٍ إلى خيال؛ و فراغاتٍ في مكانِ ولادَةِ
حُلم...
سأتلاشى الآن عَن رؤاك؛ و أضيع في زُرقَةِ
عيناك؛ بِصَمتي؛ فالكَلِماتُ مَعَكَ صعبَةُ الوِلادة و بدونِ معنىً؛ كالنظَرِ إلى
مرآةِ في الظَلام؛ و حروقٍ شمسية على وجهِ التُراب... معَكَ سأستخدِمُ لغة لم
استخدمها من قبل، لغةٌ مصدَرُها آلافُ التَلافيف و البكرات، لغةٌ لم أعتَقِد بأني
قادِرٌ على اِستِخدامِها مِن قَبل؛ فهي تَنبِضُ احمِراراً؛ و تنتَفِضُ إحساساً...
ليسَ من شَخصٍ مِثلي؛ بل مِن تلافيفِ حُبِكَ الضائِع في مَصانِعِ القَدَر...
هُما الآن يَعتَقِدان بِأنهُما يعلمانِ ما لا
أعلَم؛ و يأخُذانِ آخرَ نَفَسٍ؛ و يَنفُضانِ ما تبَقى من موتِ سجائِرهُما في
مِنفضةِ الياسَمين التي أصبَحَت رماداً؛ و من ثُم طيناً؛ و مِن ثُم قذارةً لِتُرمى
في مِنفضتي الكُبرى للذكرياتِ و الياسَمينِ القَذِر...
تمّ النشر في مجلة موالح عدد أوكتوبر للاطلاع عليها و تحميلها الرجاء الضغط على أحدى الروابط:
http://www.mediafire.com/view/?eecetj32y8tyu23
http://www.ziddu.com/download/20554850/mawaleh-002l.pdf.html
- للذهاب لصحفة الفايس للمجلة: موالـــــــح
http://www.mediafire.com/view/?eecetj32y8tyu23
http://www.ziddu.com/download/20554850/mawaleh-002l.pdf.html
- للذهاب لصحفة الفايس للمجلة: موالـــــــح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق