08‏/11‏/2012

اغتِصاب مُنذُ الوِلادة


اغتِصاب مُنذُ الوِلادة



تمُرُ  في حياتِنا ككُلَّ يوم تفاصيل صَغيرة لا نأبه لوجودِها أو مرورِنا بِها، مما يجعل من الحياة أسهل و أسلسَ للعيش، ولكن هذا ليسَ بخيارٍ عندَ صديقي "ي" فهُوَ تعلمَ الدرس مُنذ نعومةِ أظافرهِ. فبدأ بقوله لي: "شو كان قدامي خيارات! ما كنت طفل ما بعرف شي بحياتي لسا."؛ كُنا جالسين على أحد مقاعد الحديقة العامة، وأحاوِلُ أن جعلهُ يرتاح في كلامه و يفتَح قلبهُ لي فالثقة لم تعد ميزة ليتمتع بها مع أيّ شخص حتى لو كانَ يعرفهُ مُسبقاً.
بدأ بقولِه: "كُنتُ في سِنِ الحادية عشر، وكانَ بيتُنا في حالة يُرثى لها، أراد أبي أن يقومَ بِبعض أعمال التصليح فيه، فانتقلنا إلى شقةٍ كانَ قد استأجرها لنا ريثما تتم عمليات التصليح في المنزل، كانت الشقة صغيرة نسبياً، ولحُسنِ الحظ – كما اعتقد حينها – لم يَكن يوجد سوى أنا و أخي الكبير، فأختي قد تزوجت منذ فترة ليست بالطويلة. اخذ أبي و أمي الغرفة الكبيرة، وأعطيانا الغرفة الصغيرة، كانَ ابي يأتي في كُل ليلة ليتفقدنا ونحنُ نائِمان، ولكنهُ بعدَ فترة لم يَعُد يأتي بسببِ تَعبِهِ من مراقبة العُمال ز الذهاب من هنا إلى هُناك، في ليلةٍ لم أعد أذكر متى، صحوتُ على صوتِ سريري يهتز ويُصدر أصوات صرير، فتحتُ عيناي وإذ بظِلِ أخي الكبير وهو بجانبي في سريري، كُنتُ خائفاً فظلهُ كانَ يُشبه الوحوش الليلية التي كانت تروي أمي قصصها لي، لكن ارتحتُ وذهبَ الخوف عِندما علمتُ بأنهُ أخي الكبير وسرعانَ ما عُدتُ للنوم.
بدأ بمُداعبةِ وجهي بأصابِعِهِ، مرةً واثنتان وثلاث، ثُمَ أخذ يدي ووضعها على عضوهِ الذكري، بفطرتي أحسَستُ بأن ما يَحدُث هُو خاطِئ، فابتعدتُ و سحبتُ يدي، لكن أخي تحدثً معي و أخبرني بأنَ هذا شيء طبيعي ويحدُثُ غالِباً بين الأخوة، ولكن عليكَ أن لا تُخبِرَ أحداً بِما يَحصُل... ما أدراني أنا! فهوَ كانَ يكبُرني بعشرِ سنوات، ولم يكُن عِندي الجرأة الكافية للقول لأي أحد، حتى لو امتلكتُها فما الذي سأقوله؟!... استمرت الأحوال هكذا على مَرِ اسبوعان، عِندها حاولَ اخي تصعيد الحالة، حاوَل عندها نزع ثيابي عَني و الاقتراب، فلم تَعُد المُداعبة تكفيه. عندها خُفتُ كثيراً و بدأتُ بالبُكاء؛ عِندها حاولَ تهدئتي و كانَ جالِساً فوقي، لا أعتقد بأنهُ كان يعلم بأنه لو ابتعد عني لكُنتُ هدأتُ سريعاً، أصواتي وَمُحاولاته جَعلت أبي يستيقظ و يدخُل الغرفة ليجد أخي فوقي و أنا أحاوِل التَملُص و الابتعاد والدموع في عيني. غضِبَ أبي و ابعدهُ عني و أنبَهُ بعض الشيء؛ لم نَعُد ننام في نفسِ الغرفة وهذا أقسى ما أذكر أن أبي فَعَلهُ مع أخي.
القصة مَرَّ عليها أكثر من خمسة عشرَ عاماً و للآن لم تفارِق غُرَفَ عقلي، ولم يتحدث بها والدي معي أبداً، لم أتكلَم مع أخي من حينها حتى عندما أقام زفافه لم أستطع الذهاب، فأنا لا أعتقد أني في يوم من الممكن ان أغفر له، فمع كُل شاب أخرُج معه أرى وجهَ أخي، وبكُلِ محاولةٍ لي بالتعبير عن نفسي أرى أخي، فهو قد أصبحَ سجاني بحُكمِ المؤبد الذي حكمهُ عليَّ جَهلي، ونرجسيَةُ أخي، وصمتُ أبي...".

تم النشر في مجلة موالح... المجلة السورية الأولى من نوعها التي تعنى بمشاكل "الميم" في سوريا...
لتحميل العدد إضغط هنا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق