‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دين. إظهار كافة الرسائل

08‏/02‏/2013

The Big Gay Musical...



هذا الفيلم يتكلم عن المثلية الجنسية بطريقة كوميدية ومنافية للدين بشكل عام والدين المسيحي بشكل خاص.

نعتذر عن سوء ترجمة بعض المقاطع ولكن فريق العمل مؤلف من شخص واحد للآن وجل من لا يخطئ؛ عملية التدقيق كانت صعبة ومملة لذلك أرجو لكم الاستمتاع بترجمة مقبولة نوعاً ما...
لطلب ترجمة أي فيلم يخص المثلية الرجاء مراسلتي على الإيميل التالي:
sgayrights@gmail.com
مع تحيات مجلة موالح:

22‏/12‏/2012

لقد أماتو قوس قزح

لقد أماتوا قوسَ قَزح

عِندما تأتي أحلامُ الحُرية، يأتي معها شياطينٌ تجعلُ منها بقايا في ركامٍ كانَ يوماً عجينة يُصنَعُ منها قوالب تلك الأحلام. فكما تستعجل النار في حرقِ ما في داخِلِها، فإنّ تلكَ الشياطين تَتَدافَعُ لحرقِ واستِهلاك كلّ من حولها، مُزيلةً كل السعادة التي من المُمكن أن نشعُرَ بِها بعد حلمٍ أتى مولوداً مِن بطنِ كوابيسَ عديدة، أرَّقَت وأبقت كُل حالِمٍ مُستيقظاً لفترةٍ طويلة.
لقد أتت تلكَ الأحلام واصطحبَت معها شياطينها إلى بلدي “سوريا”، ومن ثم نقلت العدوى إلى قريتي الصغيرة التي لم تحتمل فرحة تلكَ الأحلام فانفجرت كوابيساً إلى أن أصبحَ كل شيءٍ بها لا يُطاق، الحياة، والأزهار، وأوراق الشجر. فقد قُتِلَت الألوان، وماتَ قوسُ قَزَح، مع موتِ القانون واستلام من يدَّعونَ بأنهم “إسلاميون”؛ من تنظيمِ القاعِدة، إلى السلفيين، والوهابيين، عِندها بدأ تفشي مرض “هادا حرام، وهداك حرام”؛ بين الشعب نفسه؛ وتم بعد فترة من الزمن تشكيل ما يُدعى مخفراً بقيادة أحد قادة الفُرق والذي ينتمي لتنظيم القاعِدة. لم يُشكل المخفر أية مُشكِلة ولم يتصرف أي تصّرف طائش إلى أن انتشرَ فيديو بينَ شباب البلد، عِندها انقلبت جميع الموازين عمّا من المُمكن أن تفعلهُ هكذا جماعات إن استلمت المخفر لمدة طويلة – الذي تقودهُ الأحكام العرفية -؛ فما الذي من الممكن أن يفعلوه لو استلموا سلطة أعلى؟! الفيديو كان لشخص مثلي يمارس الجنس وقد تم تصويره من قبل الشخص الذي يمارس معهُ، أنا لا أعرفه شخصياً ولكني قد لمحتهُ عدة مراتٍ في الطريق؛ الفيديو كانَ مُصوراً لابتزاز الشاب، فهوَ كانَ يتلقى المال مقابِل الجِنس، تَم تهديده بواسطة هذا الفيديو، ولكن عندما لم يرضخ للتهديدات؛ انتشرَ الفيديو؛ وتم تناقلهُ بين الناس كما يتم تناقل الموضة على اليوتيوب – بل أسرع -؛ وَصلَ الفيديو إلى جوال أحد الذين يُعانون رُهاب المثلية، فأخذ الآخير ذلك الفيديو وأوصلهُ إلى جماعة المخفر “فاعل خير يا أخي”؛ عندها كانت المُصيبة؛ أرسلَ رئيسُ المَخفر شلة من ذوي اللِحى لإلقاء القبض على الشاب تحت تهديد السِلاح بتهمة “ممارسة اللواطة”، الفعل الذي يُحرمه الدين ووعدوا أيضاً بمحاربة الفِعل بكافة أشكاله…
بقيّ الشاب داخل زنزانة المخفر لمدة ولم يُسمع أي خبر عنهُ، صراحةً لا أحد أعرفهُ يعلم ما كان يَحصُل في الداخِل، إلا أنَ جماعة المَخفر كانت تخرُج كل يوم تقريباً لاعتقال عدد من الشباب الذين وبزعمهم اعترفَ هو بأسمائهم وعلى ممارسة الجنس “الشاذ” سوياً. وصل العدد إلى أكثر من ثلاثين شاباً على حسب آخر ما علمت، كانت تتم مُعاقبتهم على فعلهم والذي أطلقوا عليه “رجس” – بسبب أنهم كانوا هم من يأخذون دور الرجل -؛ بما يُسمى “الفلقة” وجزية يدفعها أو ما يدعونه بكفارة؛ ومن كان لا يستطيع دفع تلك الفاتورة كان يتم حبسه عوضاً عن ذلك لمدة أسبوع أو أقل لا أدري بالضبط، وهذا مع الإعلان بأن هؤلاء الناس مارسوا “اللواطة والشذوذ”، أما الشاب المُحتجز فلم أدرِ ما حَلَّ بِه أو ما مصيره فقد احتفظوا بِه لمدة طويلة، وكانَ كُل خوفي أن يطبقوا عليه الحكم الشرعي ألا وهوَ “الرجم”. لكن الأمور تدهورت سريعاً في قريتي الصغيرة، وبدأت جدران الواقع تتفَتح بِها، خرجتُ مِنها ولم يعُد يوجد أيّ اتصال بيني وبين من داخِلها، إلا أني استطعتُ بعد أسبوع من سماع خبر مُفادهُ بأنّ المخفر قد أفرَغَ المساجين بسبب القصف. لكني أتساءل للآن ماذا لو لم تَتَدهور الأمور؟ وماذا لو بقيّ الشابُ أسيراً عِندهم؟ وماذا لو طبقوا ما يَسمونَهُ بالحُكم الشرعي؟… و… و… و…
عِندما يكون الحلم واقِعياً جداً؛ ويأتي أحد ليوقِظكَ منه، تبدأ جدران الواقِع في تمزيقه عِندها لن تستطيع التمييز بين الخيال والواقع لدرجة الخلط بينَهُما. فعندما بدأت مسيرات الحرية في سوريا كُنا نحنُ المثليين يرسُمُنا الأمل، مُشارِكين فيها، مُنادينَ بِها، ومن أوائل الناس. فنحنُ نُريدُها ونفهمها أكثر مِن غيرنا فهي حق حُرِمنا مِنهُ منذُ الوِلادة، ولكن مع استِلام الإسلاميين السلطة الثورية وتوجه الثورة اتجاهاً دينياً جعلَ الكثير من الفئات تنظر للطرف الآخر، ومنهم الكَثير من المِثليين الذين أعرفهُم والذين يَعرفونَهم هُم، مع بقاء البعض ضمن التيار الثوري، ولكن أتساءل إلى متى؟ إلى متى قبل أن يعرفوا بمثليتهم ويحاسبوهم عليها ولربما لن يكون الآخرين محظوظينَ كذلكَ الشاب، أو من الممكن أن تبقى هويتهم سرية، ما أدراني أنا!…

صبحي نحّاس...
تم النشر في مجلة برا... للقراءة من موقع المجلة...

14‏/10‏/2012

كاسة شاي و موالح


كاسة شاي و موالح

في ليلةٍ حارةٍ نسبياً؛ كنتُ جالِساً أمامَ حاسوبي وحيداً؛ أفكر بِما سأكتُب للمجلة في العدد القادِم! مع عددٍ من الأفكار العشوائية و الفوضوية؛ و التي مع فوضويتِها سبحتُ بعيداً في عالمٍ من الخيال الأصفر؛ حيثُ وجدتُ نفسي في عالمٍ أفضل؛ في عالمٍ يتمُ به صناعة الإنسان لكونهِ إنسان و ليسَ للتِجارة بإنسانيتِهِ كسلعة في سوقٍ يَعرضُ كل ما هو طبيعي خلف قضبان الأحكام المُسبقة و الجهل و المجهول...
أصحاني الهاتِفُ برنينه الذي بدى لي أقربَ إلى الأنين؛ رفعتُ السماعة و أجبتُ كالمعتاد بـ "ألــو"؛ كان صديقي على الخط؛ يدعوني للذهاب إلى منزِله، فهو قد دعا صديقانا الآخران اللذان أنهيا علبة السجائِر؛ فقد سمعتهما في الخلفية يخبرانه بأن يقول لي: "دعهُ يجلب معهُ علبة سجائر من نوع بنتلي"؛ كُنتُ متردداً جداً في الذهاب فالأوضاع لا تسمح كثيراً، و الوقت كانَ قد اصبحَ بعد المَغرِب؛ قُلتُ لنفسي ما الضرر! "الي بدو يصير، يصير"؛ أغلقتُ سماعة الهاتف و طلبت سيارة أجرة لأن منزل صديقي بعيدٌ جِداً عن منزلي؛ وَصلت سيارة الأجرة و وصلنا سوياً إلى منزِل صديقي؛ عِندها استقبلني بفتحِ باب البِناية الأول؛ فصعدتُ الدرج؛ ثُمَ فتح الباب الثاني و الثالث عندها وصلت إلى باب الشقة الذي كان الرابع في العدد؛ لم أستَغرِب فهذا طبيعي في هكذا أوضاع أو حتى أقل من طبيعي؛ الابتسامات كانت ما لاحظتهُ أولاً و مِن ثُم القُبل الخدية و الكتفية المُعتادة؛ دخلنا سوياً و للمُفارقة أخذني لنجلس على البلكون؛ بعدَ كُل تلك الأبواب! و كالعادة وَجدتُ صديقي الأول مُتفَرِعاً و يَضرِبُ كرشه بيدهِ مُفاخِراً بِه و هو يأكل ما تبقى من صحن الفواكه المِسكين؛ و الآخر كان ينظُرُ له بامتعاض و خوف لأن الأول كان يُحِبُ ضربهُ للمزح كما كان يضرِبُ كرشه؛ جلستُ و قبل أن آخذَ أيّ نفس؛ أخرجتُ علبة السجائر من حقيبتي و أعطيتهما إياها؛ فرأيتُ نورَ و سعادةَ أسنانِهما الصفراء تَشكُرني على ما جلبت؛ فالمصبوغ يحتاج إلى الصابغ ليبقى على صبغته.
فُتِحَت علبة السجائر وَ وُزِعَّت السجائر؛ أنا كنتُ قد تركت التدخين من فترة طويلة لذلك لم أشارك؛ ثُم بدأ النِقاش و كأنهُ وُزع مع الدخان؛ تكلمنا بالأوضاع الحالية و السياسية؛ و أخذنا دور المحللين السياسيين و سبحنا في التحليل و الخيال؛ و كأننا كُنا على دراية في اللعبة السياسية؛ و مِن ثُم أصبحنا خُبراء طبيين؛ فواحِدٌ من الأصدقاء كان بالفعل يدرس الصيدلة و لكنه دائماً ما يمتعض من سؤال أي شخص لهُ عن الامور الطبية؛ فَسُرعان ما انقلب النِقاش؛ و أصبحنا عِندها علماءً في الدين و تناقشنا بفراغٍ تام؛ كما استلمَ هذا الحديث صديقي الآخر فهو أقرب إلى ما يُدعى رجُل دين و لكنه ليسَ بِواحِدٍ مِنهُم، كما انتهت الأحاديث السابِقة انتهى هذا الحديث و لكن مع صوتِ زخاتٍ مِن الرصاص من أسلحةٍ خفيفة و من ثُم تَبعها أقربائُها من الأسلِحة المتوسطة و الثقيلة و أختهم الكبيرة قذيفة الهاون... فسارعنا الدخول من البلكون إلى غرفة الضيوف؛ حَيثُ كانَ للجلسة نكهة أخرى؛ و بالأخص مع قدومِ الشاي و الموالِح...
مع الشاي و الدُخان المُتصاعِد من ابريقِها الذي استهلكتهُ ألسنة النيران؛ بدأت المواضيع الضبابية بالصعود إلى أسطُح أدمِغتنا؛ فتكلمنا مرة أخرى في السياسة؛ و أخرى في حقوق الإنسان؛ و مرة أخرى في العواطِف و الأحاسيس الإنسانية – هذا الموضوع كانَ دائماً ما يفتحهُ أصدِقائي للسُخرية منه -؛ لا أدري و لكن أتاني احساس غريب عِندما نظرت إلى صديقي الثالث و الذي كانَ يدرُسُ الفلسفة؛ فقد كانَ يعتلي وجهَهُ ابتِسامة خضراء؛ مِن نوع "سأفتَح موضوع يَقلب الجو"؛ طبعاً قلت لنفسي "سيفتح موضوع المثلية"؛ و نعم كُنتُ مُحِقاً؛ فهُوَ دائماً يَفتَحُ موضوع المثلية لأهدافٍ أعلمُ بعضها؛ بدأت الابتِسامات تتعالى لتُصبِح قهقهات عندَ الصيدلي؛ و تبقى ابتسامات عريضة صفراء عند الاثنان الباقيان؛ فموضوع المِثلية دائماً ما يُحضِر الفكرة الجِنسية عِندهم بغض النظر عن عنوان الموضوع المَطروح للنِقاش أو مَذهبة أو مُنحناه.
فَتحَ الموضوع صديقي؛ و ثُمَ ابتعدَ و أخلى الساحة لصديقنا المُتدين؛ الذي انخرطَ مُباشرةً بِما لُقِن من قبل الآخرين؛ و بدأ بانشراح و انفتاحيه؛ شرحَ "شذوذ الفِعل" بدون الاضطرار منه للإتيان بأي دليل منطقي أو حجة عقلية؛ بل اكتفى بالقول و التَفاخُر بالقدوم للفعل الجِنسي من الأمام و "طبيعية الفِعل"؛ و أن القدوم من الخلف هو أمر غير طبيعي؛ و لم يجرُؤ على التكلم و القول: "حتى الحيوانات لا تأتي هذا الفِعل"؛ فقد أقنعته من أكثر من شهران بأن المملكة الحيوانية تفعلها و بتنوع أكبر من الإنسان؛ الآن قد تطور موقفه لكي يقتنع بأنّ حتى الغريزة الحيوانية تتطور بشكل مختلف و ليس لها علاقة بأي تصرف فطري و أن الاتجاهات الجنسية عند الحيوان لا تولد معه بل تتطور كما يحدث عند الإنسان – على حسب زعمه – و طبعاً كان حديثه من دون أي حجة أو دليل – فقط كلام – تجاهلت النقاش كله؛ لأنه و مع وجود أي كلام للتحدث به فكلامه كانَ خاطئاً بكافة المقاييس الدراسية "النفسية؛ و البيولوجية؛ و الطبية...إلخ"؛ أردتُ أن أعلم ما هو الاعتراض الأكبر في العلاقة المثلية؛ فسألتهم واحداً تلو الآخر؛ فكان الجواب المُشترك من الثلاثة؛ بأنهم يقبلون المثلية و أنها موجودة في المُجتمع و يحترمون المثليين؛ و لكن الاعتراض كان على العلاقة الجنسية؛ و بتعبيرهم "كيف بِنام شب مع شب؟!!!"؛ مع تعابير القرف و الازدراء على وجوههم و التي حفظتها و عرفتُ سببها الرئيسي و الذي هُوَ وضعُهم أنفُسهم في خيالهم مكان أي مثلي و قيامهم بالعلاقة خيالياً مكانه؛ مما يُحفّز عِندهم عقدة الرجولة؛ هم ليسوا ما يُمكننا دعوتهم بـ "Homophobic"؛ و لكن من وجهة نظر أحادية الاتجاه فهم كذلك؛ فقد أعلنوا و بصراحة تامة – ماعدا صديقي المُتدين - عن إمكانية قيامهم بالعلاقة المثلية إذ ما كانوا هم من يقومون بفعل الإدخال؛ و كان خوفهم و نفورهم الأكبر من العملية العكسية و حصولها معهم؛ فما فعلته عقدة الرجولة و انفتاحهم على شيء جديد في الحياة قد جعل من عقولهم تتماشى مع التيار العام الغربي أكثر منه العربي؛ في تقبل المثليين و الخوف منهم في وقت واحد؛ و بالإضافة إلى أنّ هذه الحجة لم تكن كافية؛ لأنهم كانوا مقتنعين بفكرة إقامة علاقة مع فتاة و إتيانها من الخلف بدلاً من الأمام؛ و كلنا نعرف لماذا يتم ذلك في مجتمعاتنا الشرقية؛ على حسب ما قالوا: "بتضل هديك بنت مو شب"؛ مما يعني و بشكل واضح أنهم لم يكونوا مهتمين "بشذوذ الفِعل" أي طريقته؛ بل كانوا يهتمون إلى جنس الطرف الآخر؛ هذا طبيعي لأي غَيري؛ و لكن من غير الحق إدخاله في نقاش ليس له أي علاقة به؛ فإذا كان اعتراضهم على قدوم الطرف الآخر من الخلف؛ فعليهم ان لا يأتوا الطرف الآخر الذي ينامون معه من الخلف أيضاً؛ لكي تصبح حجتهم مقبولة بشكل عام.
بالإضافة إلى كل هذا فنكهة الملوحة و الحلاوة من الموالح و الشاي؛ كانت و كأنها تساعد على استمرار الحديث؛ فقام صديقنا المتدين بقلب الحديث كلهُ و أتى المثلية من وجهة نظر مختلفة؛ مُعتقداً بأنها وجهة نظر حضارية أكثر؛ و قال و أقتبس: "هم أناسٌ شواذ و مريضون؛ و يحتاجون إلى العلاج؛ و بقبولهم و احترامهم يمكن تحقيق ذلك"؛ طبعاً وافقهُ الاثنان الباقيان – كالعادة -؛ و لكن بدون النظر في هذه العبارة و ما تحوي من معانٍ مُبطنة؛ و لكن أعتقد أن القبول الفوريّ أتى لقرب توليف هذه العبارة من التوليف الاجتماعي لعقل الشاب و توقعاته مِنه (الوِراثة الاجتماعية)؛ فالعبارة هذه كانت تخبأ بين سطورها معانٍ كثيرة؛ فالمرض النفسي أم الجسدي لهما ثوابت و لا يحتاج بالضرورة إلى تقبل المجتمع لهما أو احترامهما؛ فإذا وجدت خطوات للعلاج فإن الوصول إلى نتيجة سيتم عن طريق المرور بتلك الخطوات؛ و بالنسبة للمثلية فإن تقبل النفس أساس بها؛ بغض النظر عن تقبل المجتمع لها؛ فنحن نعيش حيواتنا على كافة الأوجه و نشارك في المجتمع و نذوب و ننحل به و نقدم له و نأخذ مِنه؛ و وصفنا بالمريضين و الشواذ هو أمر غير دقيق؛ فالمرض كانَ جسدياً ام نفسياً؛ سَيَمنعنا من القيام بواجباتنا الاجتماعية و التواصل مع الأفراد؛ و هذا غير صحيح عند المثليين؛ فنحنُ كما قلت من المُجتمع و فيه.
و يوافقنا في هذا الرأي عالم النفس الشهير "سيغموند فرويد"؛ فهو كان يعتبر أن البشر جميعاً يولدون مزدوجو الجنسية "Bisexual" و من ثم تجاربهم و خبراتهم مع الأهل و المجتمع تحدد اتجاهاتهم الجنسية؛ و على الرغم من هذا؛ فإن فرويد كان يرى بأنه لا يجب النظر إلى المثلية الجنسية من منظور الأمراض العقلية؛ و قد بدى ذلك واضحاً في رسالته الشهيرة إلى أمٍ أمريكية في عام 1935، كتبَ فرويد بِها: "
الاحادية الجنسية و بكل تأكيد ليست بميزة؛ و لكنها ليست شيئاً لِلخَجل مِنهُ؛ و ليست بخطيئة؛ أو انقاص من قدر الشخص؛ و لا يمكن تصنيفها كمرض؛ نحنُ نعتبرها كتنوع للعملية الجنسية و المُنتجَة عن إيقاف مُحدد لتطور جِنسي ما. فالعديد من الأشخاص المحترمون بشكل كبير في العصر الحديث أو القديم قد كانوا مثليّ الجنسية؛ و كانَ مِنهُم العديد من الرجال العظماء مثل (أفلاطون، مايكل آنجلو، ليوناردو دا فينشي...إلخ)؛ و إنهُ من غير العادل أن نُحاكم المثلية الجنسية على أنها جرم، و أن نعامِلهُم بِعُنف أيضاً..."(1)
على الرُغم من أنّ النظريات لعلم النفس التحليلي منذُ فترة كانَ لها تأثير كبير على التطبيب النَفسي؛ و في الحضارات الكبيرة؛ لم تَكُن تلكَ التحاليل عرضة للفحص التدقيقي المبني على الخبرة و المراقبة؛ عوضاً عن ذلك؛ كانت مبنية على تحاليل عياديه مبنية على أسس المُراقبة لِمرضى قد عرفوا بأنهم مثليوا جنسية مُسبقاً.
و لكن هذه العملية تحوي على مشكلتين أساسيتين: "
أولاً – هذه العملية تعَّرض عملية التحليل النفسي لتشكيك في صحتها؛ أولاً؛ فإن اتجاهات المحلل النظرية؛ و توقعاته؛ و موقفه الشخصي؛ من المحتمل جداً أن تحَّرِف أو تشوه مراقباته.
ثانياً – المشكلة الثانية في هذه الدراسات التحليلية أنها فحصت مثليي جنسية تحت الرعاية الطبية النفسية؛ الذين يبحثون عن علاج أو رعاية طبية من نوع ما؛ و هذا لا يمكن أن يشكل أو أن يُمثِل التجمع السكاني كله؛ فإنه من الخاطئ أن نحكم على جميع مُغايري الجنس من بيانات تم أخذُها من مريضين نفسيين غيريين؛ و على هذا لا يُمكننا التعميم على بقية مثليي أو مِثليات الجِنسية."
و لكن يؤسفني القول في النهاية أنّ بعض علماء النفس و أطباء النفس ما زالوا يتمسكونَ بآراءٍ و تصرُفات شخصية سلبية اتجاه المثلية الجنسية؛ كما يفعل بقية المجتمعات في الوطن العربي و بعض المجتمعات الغربية أيضاً؛ و لكن؛ الدليل التجريبي و الثوابت الحِرَفية لا تدعم فكرة أن المثلية الجنسية هي بأي شكل مرض عقلي من أي نوع؛ أو أنها بِشكلٍ وِراثي مُرتبطة مع علم الأمراض العقلية...

تمّ النشر في مجلة موالح عدد أوكتوبر للاطلاع عليها و تحميلها الرجاء الضغط على أحدى الروابط:
http://www.mediafire.com/view/?eecetj32y8tyu23
http://www.ziddu.com/download/20554850/mawaleh-002l.pdf.html
- للذهاب لصحفة الفايس للمجلة: موالـــــــح

06‏/07‏/2012

الدين و المثلية الجنسية


 الدين و المثلية الجنسية



العلاقة بين الدين و الأحادية الجنسية من الممكن أن تختلف بشكل كبير عبر الزمن و المكان، خلال و بين أديان مختلفة و فروعها، و فيما يتعلق بشكل الأحادية و الازدواجية الجنسية. المذاهب في عصرنا الحالي لبعض الاديان العالمية غالباً ما تنظر إلى الأحادية الجنسية من منظور سلبي، على الرغم من أنه القضية ليست دائماً على هذا المنوال، فإن ردود الأفعال تتضمن تثبيط نشاطات الأحادية الجنسية، إلى تحريم الجنس المثلي بصراحة ووضوح تام بين البالغين، و إلى مُعارضة القبول الاجتماعي للأحادية الجنسية، إلى إعدام الفاعلين فيها.
الكثيرون ناقشوا أنَّ كون الأحادية الجنسية خطيئة، أكثر من كونها اتجاه جنسي بحد ذاته. مع وجود الكثير من المنظمات التي تؤكد بأن العلاج التحويلي النفسي من الممكن أن يساعد على القضاء على و إزالة الأحادية الجنسية. مع ذلك فإنه و ضمن تلك الأديان يوجد أيضاً أناس يرون الاحادية الجنسية بمنظور إيجابي، و العديد من الطوائف الدينية من الممكن أن تبارك زواج أحادي الجنس.
تاريخياً، بعض الحضارات و الأديان استوعبت، أو أبلغت، أو بجلت الجنسية أو الحب بين نفس الجنس؛ (46) هكذا أساطير و عادات من الممكن رؤيتها حول العالم. (47) في عام 2009، في المملكة المتحدة، المجلس الهندوسي أصبح أول دين أساسي لدعم الأحادية الجنسية عندما رفعوا تقريراً يقول: " الهندوسية لا تدين الأحادية الجنسية". (48)
بغض النظر من موقف الهندوسيين من الأحادية الجنسية، فإن العديد من الناس المؤمنين بأديانهم، نظروا إلى كلا نصوصهم المقدسة و عاداتهم من أجل الإرشاد في هذه المسائل. على الرغم من ذلك فإن سلطة العديد من العادات و النصوص و الشك بصحة ترجمتها أو تأويلها غالباً ما يتم غض النظر عنها.
- وجهات النظر لبعض الأديان المحددة :
الأديان الإبراهيمية:
الأديان الإبراهيمية (اليهودية ، و المسيحية ، و الإسلام) حَرَّموا "اللواط" ، مؤمنين و مُعلِمين بأن هكذا تصرف هو خطيئة. (49)(50) في يومنا الحاضر بعض الفروع لهذه الأديان تتقبل الأحادية الجنسية و بعضها و بشكل خاص تحمل احاديوا الجنسية فقط، مثل حركات (الإصلاح اليهودي، الكنيسة المتحدة للسيد المسيح، كنيسة المطران الاجتماعية، و بعض الكنائس المَشيَخية و الإنجيلية.) فإنهم يرحبون بالأعضاء بغض النظر عن ممارساتهم للأحادية، مع بعض التحفظات لتكهيين و دمج أحادي الجنسية مع رجال الدين ، و التوكيد على اتحادات لأحادي الجنسية، أما "الإصلاح اليهودي" فإنه يضم الحاخامات من احاديوا الجنسية – ذكوراً و إناثاً – و يقوم بصلوات الزواج بين أحادي الجنسية.
- الفاتيكان:
بينديكتوس السادس عشر في رسالة له موجهة لأساقف الكنيسة الكاثوليكية في العناية الرعوية الموجهة لأحادي الجنسية، "على الرغم من أن الميول الخاصة لأحادي الجنسية ليس بخطيئة؛ إنه زيادة أو نقصان ميول قوي في يأمره الجوهر الشرير؛ و على هذا فإن الميول نفسه يجب أن يرى على أنه اضطراب هدفي. "البينديكتوس السادس عشر قال أيضاً: "إنه لمن المُرثي بأن أحادي الجنسية يتعرضون للعنف و الحقد في الخطَب أو في التصرفات. و هذه الأفعال تستحق أن تُدان من قساوسة الكنيسة حيثما حصلت. "و في نفس الوقت، فإن الفاتيكان عارض تصريح الأمم المتحدة في تجريم الأحادية الجنسية حسب ما قالت الـ بي بي سي في مقالٍ لها في 12 كانون الأول 2008. في الخميس من كانون الأول 2 – 2007 و نقلاً عن رويترز: "هوجِمَ الفاتيكان على معارضته لتجريم أحادي الجنسية" قالت المقالة: "افتتاحية بلهجة قوية في التيار الإيطالي لجريدة لا ستامبا قالت بأن منطق الفاتيكان كان "غريب". "موضحاً بأن الأحادية الجنسية مازال يُعاقب عليها بحكم الموت في بعض الدول الإسلامية، قال المتحدث بأن ما خافه الفاتيكان بشكل كبير كان" ردود أفعال في حق المنظمات المعترف بها للأحادي الجنسية في الدول مثل إيطاليا، حيث حالياً لا يوجد أي تشريعات ضدها." المتحدث باسم الفاتيكان ريف فيدريكو قال: "لا أحد يريد حكم الموت أو السجن أو الغرامات لأحادي الجنسية".

- اليهودية:
التورات هي المصدر الرئيسي للمنظور اليهودي في الأحادية الجنسية. و الذي ذكر به: "على الرجل أن لا ينام مع رجل آخر كما ولو أنه ينام مع امرأة، أو ما يدعى بـ "تويبا" و الذي يعني ( رِجِسْ )"، كحال الوصايا المشابهة، فإن العقاب المعتمد لخرق هذه القاعدة هو الموت، على الرغم من هذا؛ ففي ممارسات العبرية الأخيرة فإن اليهودية لم تعد تؤمِن بأن لديهم السلطة لإعطاء عقوبة الموت لأحد.
اليهودية الأرثدوكسية ترى أن الأحادية الجنسية خطيئة، و اليهودية المحافِظة انخرطت في دراسة بعيدة المدى للأحادية الجنسية منذ التسعينيات مع العديد من الحاخامات الذين يمثلون مصفوفة عريضة من الريسبونسا (ورق يحمل حججاً قانونية) من أجل الاعتبار الطائفي. المنصب الرسمي لهذه الحركة هو الترحيب بأحادي الجنسية اليهود في معابدهم، و أيضاً شن حملات ضد أي تجريم أو ازاله للحقوق المدنية و المجتمع العام، و أيضاً لممارسة حظر على أي ممارسات جنسية بين أحادي الجنسية ككونها متطلبات دينية.

- المسيحية:
فروع المسيحية تحمل مناظير مختلفة في موضوع ممارسات الأحادية الجنسية، من إدانة صريحة إلى قبول تام. معظم فروع المسيحية ترحب بالأناس الذين لديهم ميول إلى نفس جنسهم، و لكن تعلم بأن الممارسة على أساس ذلك الميول هو خطيئة. (51)(52) هذه الفروع تضم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، الكنيسة الشرقية الأرثدوكسية، الكنيسة الميثودي، و فروع رئيسية أخرى، كالكنيسة الإصلاحية في أميريكا و الكنيسة المعمدانية الأمريكية...إلخ كلهم يأخذون موقف بأن الممارسات الجنسية للأحادية الجنسية هي خطيئة.(53)(54)
بعض المسيح الليبراليين يدعمون الأحادية الجنسية. و بعض الفروع الأخرى لا ترى أن منظور ممارسة الجنس مع نفس الجنس سيء أو شر. هذا المنظور يتضمن الكنيسة المتحدة في كندا، الكنيسة الأسقفية، و الكنيسة المتحدة للمسيح. (55) و تحديداً، الكنيسة المطرانية قد بُنِيت بشكل خاص لخدمة احاديي الجنسية المسيحيين؛ و هذا الفرع مؤلف من 40000 عضو، مُخلص لكونه يعيش حياة منفتحة على أنه أحادي جنسية. و الكنيسة المتحدة للمسيح و كنيسة تحالف المعمدانيين تتغاضى عن زواج الأحادين، و بعض فروع الكنائس الإنجيلية و اللوثرية تسمح بمباركة زواج الأحاديين.
نصوص من العهد القديم تم تأويلها لمناقشة أنه يجب معاقبة فعل الأحادية الجنسية بالموت، و صوِّرَ مرض الإيدز من قبل بعض الطوائف الهامشية من قبل أعضاء مثل فريد فيلب و جيري فالويل (56) على أنه عقاب من عند الله ضد الأحادية الجنسية. (57) في القرن العشرين، المختصين بعلم اللاهوت مثل كارل بارث، هانز كونغ، جون روبنسون، الاسقف دايفيد جينكينز، الاسقف جاك سبونج، تحدّوا علماء اللاهوت التقليدين منصباً و درجة فهمهم للإنجيل؛ و تبعاً لهذا التطورات اقترح البعض بأن تلك النصوص يوجد خطأ بترجمتها، و تم تحريفها عن سياقها الأصلي، أو لا تشير إلى ما نفهمه اليوم "بالأحادية الجنسية." (58)(59) البعض يؤمن بأن نص ماثيو 19:12 يؤكد أن بعض الناس يولدون بشكل طبيعي "بالفطرة" أحادي جنسية أو ما يسمى "الخصي من الولادة".
Matthew 19:12 “For some are eunuchs because they were born that way; others were made that way by men; and others have renounced marriage because of the kingdom of heaven. The one who can accept this should accept it.”
ماثيو 19:12 : " للبعض فهم مُتَخَلونَ عن رجولتهم لأنهم ولدوا بهذا الشكل؛ و آخرون أصبحوا على ذلك النحو بسبب رجال فعلوا بهم ذلك؛ و البعض تخلوا عن الزواج من أجل الله. و الذي يقبل بهذا عليه قبول البقية."
بعض الكنائس البروتستانتية تلعن علاقات الجنس الواحد، مستندون إلى نصوص من الكتاب المقدس و التي تشرح نوم رجل مع رجل آخر على أنه خطيئة. بينما المنظور الكاثوليكي كان معتمد على قوانين الطبيعة و الحجج المقدمة مع الكتاب المقدس، (60) أما البروتستانتية التقليدية المحافظة فقد اعتمدت على تأويل النصوص من الكتاب المقدس فقط. و البروتستانت المحافظون يرون أيضاً بأن الأحادية الجنسية تشكل عائق أمام الزواج بين الرجل و المرأة. (61) بينما؛ الكاثوليك؛ استوعبوا و نصبوا الناس الغير متزوجون ككُهان، و رُهبان، و راهِبات.
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، تصِّر على هؤلاء الذين يشعرون بانجذاب جنسي لنفس جنسهم بممارسة العِفة. (62) و كنيسة يسوع المسيح و قديسي اليوم الأخير تُعلم بأن لا يجب على أحد إثارة مشاعر جنسية خارج الزواج، متضمناً ذلك المشاعر نحو نفس الجنس، (63) و أنه يجب السيطرة على تلك المشاعر بالسيطرة على الذات و الاعتماد على عذاب يسوع المسيح. (64)(65)

- الإسلام:
أغلب طوائف الدين الإسلامي ترفض الأحادية الجنسية، (66) و الإسلام يرى بأن الرغبات لنفس الجنس على أنها إغواء طبيعي؛ و لكن، العلاقات الجنسية فهي مخالفة للقواعد الطبيعية و مخالفة للهدف من وراء الممارسة الجنسية. (67) التعليمات الإسلامية (في الحديث النبوي) يفترض بأن الانجذاب لنفس الجنس هو خطيئة إن لم يُمتنع عنه و (في القرآن الكريم) فإنه يدين الخوض في تلك التجربة.
في التوافق بين هذه العقائد، ففي أغلب المقاطعات الإسلامية، فإن مشاعر ذكر لذكر آخر مقبول و منتشر بشكل كبير و مُتغاضي عنه على أنه صفة بشرية، كالإعجاب أو الانجذاب إلى أخ أو نسيب أكبر أو أكثر حكمة. الممارسة الجنسية بين نفس الجنس فقد تم تفسيرها على أنها شهوة جنسية و مخالفة لما أتى بالقرآن الكريم.
الحديث عن الاحادية الجنسية في الإسلام مركز بشكل رئيسي على الأفعال بين الرجال. و لكن على كل الأحوال، فإنه يوجد أحاديث قليلة تذكر الاحادية الجنسية بين النساء؛ و اجتمع أهل الفقه فإنه لا يوجد حد عقابي للأحادية الجنسية بين النساء، لأنه ليس بزنى، و لكن يجب فرض عقوبة التعزير، لأنه و بالنهاية خطيئة. (68)(69)
العلاقات بين النساء، لو أنها اعتبرت مشكلة، فإنها تعامل أقرب إلى الزنا، كما سجَّلَ الطبري إعدام امرأتين تحت حكم الخليفة الهادي.
الإسلام يشجع و يرَّوِج للحب الأخوي بين أفراد من نفس الجنس. على الرغم من هذا، فإن النشاطات الجنسية بينهم ممنوعة كلياً، ابن حزم، ابن داوود، أبو نوَّاس و العديد من الآخرون استخدموا هذه المرسومات و التشريعات ليكتبوا و بشكل كبير جداً عن حب أخوي بين الرجال بينما يزعمون بأنها عفيفة.
و لكن حديثاً تم مسائلة الهيئة الشرعية الإسلامية بهذا الشأن و أتى الرد على السؤال التالي:
- ما الحكم الشرعي في اللواط و السحاق ؟؟؟ (الأحادية الجنسية): "


....يُتبع....