06‏/07‏/2012

الدين و المثلية الجنسية


 الدين و المثلية الجنسية



العلاقة بين الدين و الأحادية الجنسية من الممكن أن تختلف بشكل كبير عبر الزمن و المكان، خلال و بين أديان مختلفة و فروعها، و فيما يتعلق بشكل الأحادية و الازدواجية الجنسية. المذاهب في عصرنا الحالي لبعض الاديان العالمية غالباً ما تنظر إلى الأحادية الجنسية من منظور سلبي، على الرغم من أنه القضية ليست دائماً على هذا المنوال، فإن ردود الأفعال تتضمن تثبيط نشاطات الأحادية الجنسية، إلى تحريم الجنس المثلي بصراحة ووضوح تام بين البالغين، و إلى مُعارضة القبول الاجتماعي للأحادية الجنسية، إلى إعدام الفاعلين فيها.
الكثيرون ناقشوا أنَّ كون الأحادية الجنسية خطيئة، أكثر من كونها اتجاه جنسي بحد ذاته. مع وجود الكثير من المنظمات التي تؤكد بأن العلاج التحويلي النفسي من الممكن أن يساعد على القضاء على و إزالة الأحادية الجنسية. مع ذلك فإنه و ضمن تلك الأديان يوجد أيضاً أناس يرون الاحادية الجنسية بمنظور إيجابي، و العديد من الطوائف الدينية من الممكن أن تبارك زواج أحادي الجنس.
تاريخياً، بعض الحضارات و الأديان استوعبت، أو أبلغت، أو بجلت الجنسية أو الحب بين نفس الجنس؛ (46) هكذا أساطير و عادات من الممكن رؤيتها حول العالم. (47) في عام 2009، في المملكة المتحدة، المجلس الهندوسي أصبح أول دين أساسي لدعم الأحادية الجنسية عندما رفعوا تقريراً يقول: " الهندوسية لا تدين الأحادية الجنسية". (48)
بغض النظر من موقف الهندوسيين من الأحادية الجنسية، فإن العديد من الناس المؤمنين بأديانهم، نظروا إلى كلا نصوصهم المقدسة و عاداتهم من أجل الإرشاد في هذه المسائل. على الرغم من ذلك فإن سلطة العديد من العادات و النصوص و الشك بصحة ترجمتها أو تأويلها غالباً ما يتم غض النظر عنها.
- وجهات النظر لبعض الأديان المحددة :
الأديان الإبراهيمية:
الأديان الإبراهيمية (اليهودية ، و المسيحية ، و الإسلام) حَرَّموا "اللواط" ، مؤمنين و مُعلِمين بأن هكذا تصرف هو خطيئة. (49)(50) في يومنا الحاضر بعض الفروع لهذه الأديان تتقبل الأحادية الجنسية و بعضها و بشكل خاص تحمل احاديوا الجنسية فقط، مثل حركات (الإصلاح اليهودي، الكنيسة المتحدة للسيد المسيح، كنيسة المطران الاجتماعية، و بعض الكنائس المَشيَخية و الإنجيلية.) فإنهم يرحبون بالأعضاء بغض النظر عن ممارساتهم للأحادية، مع بعض التحفظات لتكهيين و دمج أحادي الجنسية مع رجال الدين ، و التوكيد على اتحادات لأحادي الجنسية، أما "الإصلاح اليهودي" فإنه يضم الحاخامات من احاديوا الجنسية – ذكوراً و إناثاً – و يقوم بصلوات الزواج بين أحادي الجنسية.
- الفاتيكان:
بينديكتوس السادس عشر في رسالة له موجهة لأساقف الكنيسة الكاثوليكية في العناية الرعوية الموجهة لأحادي الجنسية، "على الرغم من أن الميول الخاصة لأحادي الجنسية ليس بخطيئة؛ إنه زيادة أو نقصان ميول قوي في يأمره الجوهر الشرير؛ و على هذا فإن الميول نفسه يجب أن يرى على أنه اضطراب هدفي. "البينديكتوس السادس عشر قال أيضاً: "إنه لمن المُرثي بأن أحادي الجنسية يتعرضون للعنف و الحقد في الخطَب أو في التصرفات. و هذه الأفعال تستحق أن تُدان من قساوسة الكنيسة حيثما حصلت. "و في نفس الوقت، فإن الفاتيكان عارض تصريح الأمم المتحدة في تجريم الأحادية الجنسية حسب ما قالت الـ بي بي سي في مقالٍ لها في 12 كانون الأول 2008. في الخميس من كانون الأول 2 – 2007 و نقلاً عن رويترز: "هوجِمَ الفاتيكان على معارضته لتجريم أحادي الجنسية" قالت المقالة: "افتتاحية بلهجة قوية في التيار الإيطالي لجريدة لا ستامبا قالت بأن منطق الفاتيكان كان "غريب". "موضحاً بأن الأحادية الجنسية مازال يُعاقب عليها بحكم الموت في بعض الدول الإسلامية، قال المتحدث بأن ما خافه الفاتيكان بشكل كبير كان" ردود أفعال في حق المنظمات المعترف بها للأحادي الجنسية في الدول مثل إيطاليا، حيث حالياً لا يوجد أي تشريعات ضدها." المتحدث باسم الفاتيكان ريف فيدريكو قال: "لا أحد يريد حكم الموت أو السجن أو الغرامات لأحادي الجنسية".

- اليهودية:
التورات هي المصدر الرئيسي للمنظور اليهودي في الأحادية الجنسية. و الذي ذكر به: "على الرجل أن لا ينام مع رجل آخر كما ولو أنه ينام مع امرأة، أو ما يدعى بـ "تويبا" و الذي يعني ( رِجِسْ )"، كحال الوصايا المشابهة، فإن العقاب المعتمد لخرق هذه القاعدة هو الموت، على الرغم من هذا؛ ففي ممارسات العبرية الأخيرة فإن اليهودية لم تعد تؤمِن بأن لديهم السلطة لإعطاء عقوبة الموت لأحد.
اليهودية الأرثدوكسية ترى أن الأحادية الجنسية خطيئة، و اليهودية المحافِظة انخرطت في دراسة بعيدة المدى للأحادية الجنسية منذ التسعينيات مع العديد من الحاخامات الذين يمثلون مصفوفة عريضة من الريسبونسا (ورق يحمل حججاً قانونية) من أجل الاعتبار الطائفي. المنصب الرسمي لهذه الحركة هو الترحيب بأحادي الجنسية اليهود في معابدهم، و أيضاً شن حملات ضد أي تجريم أو ازاله للحقوق المدنية و المجتمع العام، و أيضاً لممارسة حظر على أي ممارسات جنسية بين أحادي الجنسية ككونها متطلبات دينية.

- المسيحية:
فروع المسيحية تحمل مناظير مختلفة في موضوع ممارسات الأحادية الجنسية، من إدانة صريحة إلى قبول تام. معظم فروع المسيحية ترحب بالأناس الذين لديهم ميول إلى نفس جنسهم، و لكن تعلم بأن الممارسة على أساس ذلك الميول هو خطيئة. (51)(52) هذه الفروع تضم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، الكنيسة الشرقية الأرثدوكسية، الكنيسة الميثودي، و فروع رئيسية أخرى، كالكنيسة الإصلاحية في أميريكا و الكنيسة المعمدانية الأمريكية...إلخ كلهم يأخذون موقف بأن الممارسات الجنسية للأحادية الجنسية هي خطيئة.(53)(54)
بعض المسيح الليبراليين يدعمون الأحادية الجنسية. و بعض الفروع الأخرى لا ترى أن منظور ممارسة الجنس مع نفس الجنس سيء أو شر. هذا المنظور يتضمن الكنيسة المتحدة في كندا، الكنيسة الأسقفية، و الكنيسة المتحدة للمسيح. (55) و تحديداً، الكنيسة المطرانية قد بُنِيت بشكل خاص لخدمة احاديي الجنسية المسيحيين؛ و هذا الفرع مؤلف من 40000 عضو، مُخلص لكونه يعيش حياة منفتحة على أنه أحادي جنسية. و الكنيسة المتحدة للمسيح و كنيسة تحالف المعمدانيين تتغاضى عن زواج الأحادين، و بعض فروع الكنائس الإنجيلية و اللوثرية تسمح بمباركة زواج الأحاديين.
نصوص من العهد القديم تم تأويلها لمناقشة أنه يجب معاقبة فعل الأحادية الجنسية بالموت، و صوِّرَ مرض الإيدز من قبل بعض الطوائف الهامشية من قبل أعضاء مثل فريد فيلب و جيري فالويل (56) على أنه عقاب من عند الله ضد الأحادية الجنسية. (57) في القرن العشرين، المختصين بعلم اللاهوت مثل كارل بارث، هانز كونغ، جون روبنسون، الاسقف دايفيد جينكينز، الاسقف جاك سبونج، تحدّوا علماء اللاهوت التقليدين منصباً و درجة فهمهم للإنجيل؛ و تبعاً لهذا التطورات اقترح البعض بأن تلك النصوص يوجد خطأ بترجمتها، و تم تحريفها عن سياقها الأصلي، أو لا تشير إلى ما نفهمه اليوم "بالأحادية الجنسية." (58)(59) البعض يؤمن بأن نص ماثيو 19:12 يؤكد أن بعض الناس يولدون بشكل طبيعي "بالفطرة" أحادي جنسية أو ما يسمى "الخصي من الولادة".
Matthew 19:12 “For some are eunuchs because they were born that way; others were made that way by men; and others have renounced marriage because of the kingdom of heaven. The one who can accept this should accept it.”
ماثيو 19:12 : " للبعض فهم مُتَخَلونَ عن رجولتهم لأنهم ولدوا بهذا الشكل؛ و آخرون أصبحوا على ذلك النحو بسبب رجال فعلوا بهم ذلك؛ و البعض تخلوا عن الزواج من أجل الله. و الذي يقبل بهذا عليه قبول البقية."
بعض الكنائس البروتستانتية تلعن علاقات الجنس الواحد، مستندون إلى نصوص من الكتاب المقدس و التي تشرح نوم رجل مع رجل آخر على أنه خطيئة. بينما المنظور الكاثوليكي كان معتمد على قوانين الطبيعة و الحجج المقدمة مع الكتاب المقدس، (60) أما البروتستانتية التقليدية المحافظة فقد اعتمدت على تأويل النصوص من الكتاب المقدس فقط. و البروتستانت المحافظون يرون أيضاً بأن الأحادية الجنسية تشكل عائق أمام الزواج بين الرجل و المرأة. (61) بينما؛ الكاثوليك؛ استوعبوا و نصبوا الناس الغير متزوجون ككُهان، و رُهبان، و راهِبات.
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، تصِّر على هؤلاء الذين يشعرون بانجذاب جنسي لنفس جنسهم بممارسة العِفة. (62) و كنيسة يسوع المسيح و قديسي اليوم الأخير تُعلم بأن لا يجب على أحد إثارة مشاعر جنسية خارج الزواج، متضمناً ذلك المشاعر نحو نفس الجنس، (63) و أنه يجب السيطرة على تلك المشاعر بالسيطرة على الذات و الاعتماد على عذاب يسوع المسيح. (64)(65)

- الإسلام:
أغلب طوائف الدين الإسلامي ترفض الأحادية الجنسية، (66) و الإسلام يرى بأن الرغبات لنفس الجنس على أنها إغواء طبيعي؛ و لكن، العلاقات الجنسية فهي مخالفة للقواعد الطبيعية و مخالفة للهدف من وراء الممارسة الجنسية. (67) التعليمات الإسلامية (في الحديث النبوي) يفترض بأن الانجذاب لنفس الجنس هو خطيئة إن لم يُمتنع عنه و (في القرآن الكريم) فإنه يدين الخوض في تلك التجربة.
في التوافق بين هذه العقائد، ففي أغلب المقاطعات الإسلامية، فإن مشاعر ذكر لذكر آخر مقبول و منتشر بشكل كبير و مُتغاضي عنه على أنه صفة بشرية، كالإعجاب أو الانجذاب إلى أخ أو نسيب أكبر أو أكثر حكمة. الممارسة الجنسية بين نفس الجنس فقد تم تفسيرها على أنها شهوة جنسية و مخالفة لما أتى بالقرآن الكريم.
الحديث عن الاحادية الجنسية في الإسلام مركز بشكل رئيسي على الأفعال بين الرجال. و لكن على كل الأحوال، فإنه يوجد أحاديث قليلة تذكر الاحادية الجنسية بين النساء؛ و اجتمع أهل الفقه فإنه لا يوجد حد عقابي للأحادية الجنسية بين النساء، لأنه ليس بزنى، و لكن يجب فرض عقوبة التعزير، لأنه و بالنهاية خطيئة. (68)(69)
العلاقات بين النساء، لو أنها اعتبرت مشكلة، فإنها تعامل أقرب إلى الزنا، كما سجَّلَ الطبري إعدام امرأتين تحت حكم الخليفة الهادي.
الإسلام يشجع و يرَّوِج للحب الأخوي بين أفراد من نفس الجنس. على الرغم من هذا، فإن النشاطات الجنسية بينهم ممنوعة كلياً، ابن حزم، ابن داوود، أبو نوَّاس و العديد من الآخرون استخدموا هذه المرسومات و التشريعات ليكتبوا و بشكل كبير جداً عن حب أخوي بين الرجال بينما يزعمون بأنها عفيفة.
و لكن حديثاً تم مسائلة الهيئة الشرعية الإسلامية بهذا الشأن و أتى الرد على السؤال التالي:
- ما الحكم الشرعي في اللواط و السحاق ؟؟؟ (الأحادية الجنسية): "


....يُتبع....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق