‏إظهار الرسائل ذات التسميات حب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حب. إظهار كافة الرسائل

03‏/04‏/2013

معرة النعمان وذكريات متمردة.


ذكريات مُتمردة

عن المعرة:
معرة النعمان مدينة ذاتُ تاريخٍ طويل، فأهميتها لا تكمن فقط في موقعها الذي يتوسط سوريا، ولكن بمناخها اللطيف، وقربها من عدة ممالك قديمة مثل (إيبلا وأفاميا)، شهدت الأرض الكثير من الحروب وعمليات التدمير وإعادة البناء على يد الآشوريين، اليونانيين، البيزنطيين، الفرس والرومان، ودفنت ودمرت سبع مرات، وكانت ثامنتها مؤخراً أثناء الحرب في سوريا.

قيل في تسميتها أن "المعرة" هو اسم كوكب في السماء، وقيل أنه المُصيبة أو الشدة، بينما يؤكد البعض الآخر أن أصل الاسم سيرياني من "معرتا"، الذي يعني المغارة لكثرة المغارات فيها، كما سُميت بالكثير من الأسماء مثل "آرا، ومار".

يوجد في المعرة الكثير من المباني التاريخية القديمة التي صمدت في وجه الحروب، أهمها متحف المعرة، والجامع الكبير، وضريح أبي العلاء المعري، الذي أصبح مركزاً ثقافياً ومكاناً لمهرجان الاحتفال بالشاعر أبي العلاء المعري.

رهاب المثلية في المدينة كبير، وينطبق على ذوي الميول "السالب" أكثر، بينما يمكن "للموجب" التفاخر والتحدث بما يقوم به اعتباراً أن تصرفات كهذه "تتلاشى مع مرور الوقت وزواج الشخص"، فهم لا يعترفون بوجود المثلية، مما أدى إلى عدم تشكيل أي مجتمع مثلي في المدينة، واضطر بعض شبابها المثليين إلى الهروب لعيش حياتهم المثلية خارج المدينة.
الذكريات المُتمردة:
اعتدت أن أسمع في القصص والحكايات عن أجمل الأماكن وفي الوقت ذاته أكثرها ظلمة، عن أناسٍ لا ترى سوى النور، وآخرين لا يروا سوى الظلام، في القصص كانت الأماكن والناس تتغير على حسب الراوي أو وقت نقل الرواية. بكل نسخ الرواية، وكل الأماكن الي سمعت بها، المنيرة والمظلمة منها، كلها مجتمعة داخل ذاكرتي في بقعة أرض، ليست بحجم ندفة ثلج على كف الأرض، وليست بحجم كف يد خيالي ما، بقعة أرض كانَ لي بها ما كان من ذكريات الطفولة السعيدة، والحزينة، وكان من ذكريات الشباب، وبعض الذكريات التي أدعو لها دائماً بالنِسيان.

أصبحت الذكريات مجرد أوراق مبعثرة على رصيف معراوي، مع كل الأحجار المتساقطة من المبنى المُجاور لذلك الرصيف. أصبحت الذكريات مجرد كلمات مع خيانة الصوت لسلام وصمت الأيام، وتساقط البشر كما تتساقط أوراق الشجر، أصبح الليل مكسواً بالخوف، والنهارُ مكسواً بالموت، عِندها أردتُ التعلق بكل ذكرى، وتلك التي كنت أصلي لها النِسيان، أصبحتُ أرجو مِنها أن تبقى حية كي لا أنسا أيَّ مكان ولا أحرق أيَّ صور. بعضُ السنين من الوحدة، وبعضُها الآخر من الحِرمان، كان الآخر يرفض التصنيف فوضع نفسهُ بين سنين الانعزال. في تلكَ الأرض الوحدة كانت عنوان لشوارع كثيرة كنتُ أمشيها عاري القدمين، أنحتُ على جدرانها أسماء أناسٍ كنتُ أتخيل صداقتهم، وآخرين أتخيل مداعبتهم. في تلكَ الأرض لا يوجد من يسمعك، ولا من يحضنك، ولا من يُقبلك، لا يُوجد حدائق أو حمّامات، كُل ما يوجد هو بعضُ التماثيل والأقنعة التي شحبت كل تفاصيلها من كُثرت الاستخدام والاستعارة، وبعض بقايا مما يُدعى إنسانية.

على الرغم من أن الضغط لا يمكن احتماله في بعض الأحيان، ولكن عندما تكون هذه الحياة هي خيارك الوحيد، تصبح كل تفاصيلها، ونزواتها، وتماثيلها، وأقنعتها أمور حلوة المذاق حتى أحياناً مرغوبة، ومع ذلك فهي الطريق الوحيدة للهروب مع واقع آخر أسوء منها. كل الخيارات التي تأخذها، تأخذك بشكل أعمق إلى داخل روحك لتبتليها بالسواد والاضمحلال. لم يكن يوجد في شوارع المعرة سوى أضواء كهربائية، وخيوطٌ تدير الناس كما لو أنهم في مسرحية، وبعض آمالٍ لي حلمتُ بها بأن أستطيع طلاء جُدران الشوارع بالأبيض وبعض الأخضر، وأن يدخُل الحُب في قواميس أهلها لما هو مختلفُ عنهم، وأن يستطيع شبابُها التخلص مما يُزرع في عقولهم، ويبدأ الرد وعنونة الأفكار بأسماء تخصهم وليسَ مُستعارة أو مكتوبة مُسبقاً، فقد اكتفى المجتمع من التلقين، وأصبح يَحتاجُ إلى نسخ جديدة غير قابلة لنسخ ذاتها على الآخر.

تم النشر في مجلة موالح المجلة السورية الأولى والوحيدة المختصة بقضايات المثلية في سوريا...

10‏/01‏/2013

شاب من كون مُختلف


شاب من كون مُختلف
حُب وشهوة
نور معراوي – Nour Maarawi
sgayrights@gmail.com


في لحظة ولادة بعد انتهاء المرحلة الابتدائية في حياتي، ومُشارفة انتهاء المرحلة الاعدادية. كانت تلك الفترة مليئة بلحظات الولادة؛ بأقل ما يُمكن القول عنها. في الفصل الدراسي الثاني من الصف التاسع، عِندما دَخَلَ أول كومبيوتر إلى غرفتي، بعد فترات طويلة من الضغط ونزع الشعر من على لساني. كُنتُ مُتحمساً جداً للأبواب التي تفتحت أمامي، فليسَ حاسوباً فقط بل وإنترنت أيضاً... لم أعطه اهتِماماً كبيراً في بداية الأمر؛ كُنتُ اعتبر عِندها أن دراستي أهم مِنه – على الأقل في بداية الأمر-؛ فلم أجلس على كرسيه بشكل منتظم إلى أن انتهت الامتحانات لما كانَ يُدعى بمرحلة الشهادة الاعدادية. أخذتُ نفساً عميقاً كمن يُريد ابتِلاع الهواء كُله، مع ما كان يحتويه؛ جَلستُ على الكرسي وكأنهُ عرشٌ سيأخذني إلى الكونِ كُله بل أوسع من ذلك.
نِظام التشغيل كانَ أول ما يواجهني، لم يَكُن بالأمر الصعب، إلى أن حاولت الاتصال بالإنترنت! أنشأتُ أول اتصال وكان مُخدم البريد "190" هو من يزود الخدمة حينها. جلستُ أستمع إلى أصوات الطنين وإعادة المحاولة إلى أكثر من ساعتين متواصلتين؛ في النهاية توقف الطنين وغرّد صوت الاتصال؛ فرحتي كانت كبيرة كما كان جهلي وخوفي مما سيحدث. فتحتُ المتصفح وظهرت صفحة بها كتابة ملونة ومُربع فارغ؛ كَتبتُ في ذلك المُربع الكلمة التي أخذتُها شعاراً لي منذُ مدة "شاذ"؛ انتظرتُ وقتاً لعرض النتائج لأرى وأتفاجأ بالكم الهائل من الناس والمواضيع التي تُناقش هذهِ الكلمة؛ فأنا كُنتُ أعتقد أني الوحيد، لم أتوقَع أن أرى هذا الكم؛ مَرت الساعات كما مرت الأشهُر وأنا على هذه الحال، كانت كلمةُ "شاذ" قد أخذتني إلى مواضيع أقنعتني بأن مثليتي هي أمر شاذ عن الطبيعة وأني مريض نفسياً أحتاجُ إلى علاج قد يدوم طويلاً وقد يصل إلى العلاج بالصدمات الكهربائية في مُعظم الحالات. نعم لقد كُنتُ مُقتنعاً بمرضي ولكن لم أخبر أحداً فثقتي بعائلتي لم تَكُن بأفضلِ حالاتِها، ولا بأصدقائي المَزعومين، بدأ العام الدراسي الجديد مع دخول المرحلة الثانوية التي اختلفت ملامح الحياة بِها قليلاً على نفسي، فقد تعرفتُ على من أصبحَ أعزَّ أصدِقائي لاحِقاً وتعرفتُ على من أصبح هوسي أيضاً ومن سُخرية القدر تعرفتُ على أقبح نفسية عَرفتُها حتى الآن؛ وكُلهم مِن طريقٍ واحدة، ولكن لنعُد قليلاً للوراء؛ حالتي النفسية لم تَكُن جيدة، فأنا مريض على حسبِ ما يقولهُ الإنترنت والكثير من الناس عليه مِمَن يزعمون بأنهم أطباء، وخُبراء، وذوي تَجارُب. قضيتُ بعض الوقت مع ذاتي إلى أن أتت فترة إعادة توزيع الطُلاب على حسب أطوالِهم – هذهِ العادة كانت موجودة عندما كانت مادة التربية العسكرية -؛ أعيدَ التوزيع وجلسنا أنا وشخص آخر كانَ لديه مُشكلة في ساقه في المقعد الأول، والذي تعرفتُ عن طريقه إلى شاب آخر؛ كانَ مُختلِفاً عن بقية الشباب الذين عرفتهم فقد كان يوليني اهتِماماً كبيراً ويتصل بي لنخرج سوياً – هذا لم يحدُث معي مِن قبل -؛ أحببتُ فكرة الاهتِمام من ذلِكَ الشابْ، وأصبحتُ أهتم بِه في المُقابِل؛ أصبحت أحاديثُنا تستمر لساعات ومواعِيدُنا داخل المدرسة كانت تأخُذ كل الحصص.
أصبحت الساعات أيام كاملة؛ والمواعيد امتدت إلى كل مكان خارج المدرسة، كُنا كالمُلصقات على الجُدران أينما ذَهب/ أو ذَهَبت نجد أنفُسنا سويةً؛ كان بِه من السحر ما يكفي كي أنسى الدُنيا معه، وما زاد الطينة بلاً هُو اني كُنتُ في قمة رغباتي... 

تم النشر في مجلة موالح... للقراءة من هنا... للتحميل من هنا...

10‏/12‏/2012

ذكريات قسرية


ذكريات قسرية...
نور معراوي
Nour Maarawi


كُلما جالَستُ نفسي، استمعتُ إلى الموسيقى أو شاهدتُ فكرة ما تَخطُر على بالي، أجِدهُ بينَ مفاتيحِ البيانو، وفي كُل إطار لكل صورة، وفي داخل ذرات الأوكسجين الذي أستنشقه، كم أتمنى لو أنكَ كُنتَ هُنا... لا أريدُ العودة فقط في الذكريات، فإنها كشريط الفيديو تضمحلُ يوماً بعدَ يوم، مع إني أحتِفلُ بعيد ميلادِكَ يومياً إلا أنَّ ذِكراك ما زالت تختفي...
إني أفتقدك، كما أفتقد صوتَ الجرس عِندما تكون أنت، وصوتَ خطواتكَ و أنتَ تقترِب من بابِ غُرفتي، نعم إني أستطيع العودة إلى تلك التفاصيل، عندها تختلطُ عندي الخيالات و يُصبِحُ شبَحُكَ حقيقة لدقيقة، يَنظُرُ لي من زاوية الغُرفة حيثُ استلقي مُحاولاً النومَ لأحلُمَ بِك ومن ثُم أستيقظ لكي لا أجِدك بجانِبي، لم أعد أريدُ سماع صوتَ الهاتف، ولا صوتَ الجرس، ولا رؤية أشعة الشمس، فإنكَ أنت من علَّمتني كيفَ أحِبُ هذه الأشياء، وصحيحٌ أني وعدُتُكَ بأن لا أستسلم، ولكني أتمنى لو أنكَ معي.
لقد كُنتَ أنت من أخبروني بأنَهُ مريض، نعم لقد كُنتَ أنت من كانَ على سريرِ الموت، ولم يكُن بيدي حيلة أشاهِدُكَ و أنتَ تستلِم لخلايا جِسمك التي ثارت ضِدك، لو إني استطعتُ قتلها أو نفيها، فإني أفتقدُكَ كما تفتَقِدُ الأم وليدها، والشجرة تُربتها، لم يكُن بيدي حيلة... تعالَ وأنضم لي في الحياة، أو سآتي وأنضم لك في الموت، لأني لستُ مستعدٌ لقول الوداع فاليوم كُنت سَتُصبِح في السادسة و العشرين، وهذا الصمت يبتلِعُني وَيَقودُني إلى بابِ بيتِك حيثُ أدق وأدق و أنتظِرُ حابِساً أنفاسي لكن ما من مُجيب أو سيطرة على دموعي، فلا، لم يعُد هنالكَ شيءٌ سوى أنا و حبي لك الذي لم ولن يمت.
تعالَ واستلقِ معي فمن الصعب عدم الهلوسة بشبحك قبل وقت نومي، كي أحافِظَ على عقلي منَ الجنون و الهُروب سَمَحتُ لَهُ بالإيمان بأشياء لم أكن أفعل سابِقاً، فكم من المَرات يُمكِنُني أن أذكُرَك قبلَ أن تموتَ ذِكراك؟ أو أن أتكلَمَ معكَ قبل أن أفقدَ صوتي للصُراخ؟ أو أن أراكَ قبلَ أن يذهبَ بصري للبُكاء؟ فلمساتُك لم تعُد تهَّوِن مأساة ذاتي المُهَمشة، و الكونُ بدأ بإكمال طحنِه لمشاعري لِيستخدِمها كبارود ليحرقني بِهِ حياً، و يستخدمُ رمادي لوناً أسوداً ليصبُغَ روحي مِن حُبكَ المُحتاج داخِل كياني و صورَتي الميته.

14‏/11‏/2012

موت، وحُب، وَسعادة...


موت، وحُب، وَسعادة...


ما كانَ يحصُل بيني و بين نفسي عندما علمتُ بموتِه هُو شعوري بالحرية قبلَ أن أشعُر بالحُزن أو الألم، حُريتي لم تكُن مرتبطة بحياتِه، لكِنَهُ كانَ يَضعُ مساميراً وبعضاً من الأشواكِ في الطريق المؤدي لاكتِشافِ ذاتي، لم يكتَفِ بذلك فوضَعَ بعض ثمارِ العلقم فيما أشرب ولعنَ نظراتي في المرآة. نعم لقد كانَ سجّاني، وحبيبي، وكارِهي. لن أبكيهِ بل سأبكي سنينَ الخضوع لما كانَ يقول ويدّس لي مِن تسوس في دِماغي، تعالي معي يا نشوتي؛ دعينا نرقُص على قبرِه ونزرَع اقحوانةً و أنيناً على تربة قبرِه التي أحرقتها شَمسُ الحقيقة وسقَتها دموع من زال يُحبه، نعم لن أفتقدك، ولن ابكِ عليك، ولن أرسُمكَ على جُدرانِ غرفِ عقلي، فوداعاً أيُها "الخوف" شَمسُكَ لن تُشرِق بعدَ الظلام؛ أنهارُك لن تسقِ أرضي حتى لو استهلكتُ آخر نجماتِ السماء سماداً...
تعالَ يا حُبي الجديد يا مَن لعنوكَ عني منذُ وِلادتنا سوياً؛ ورسموكَ بأقبَحِ الألوان، ووضعوكَ تحتَ شمسٍ لتحرِقَ وجودك، لكن بينَ الحينِ و الآخر كُنتُ أشعُر بِكَ تُنادي، في خيالاتي؛ وفي أحلامي؛ وفي فراغاتِ وجداني، خوفي مِنكَ كانَ يُصَيِّرُ لي ذاتَكَ بهالاتٍ من ضوءِ قمرٍ شاحِبٍ من مجرةٍ لم يرها البَشرُ بعد، يبتليني بداء كُرهِكَ الذي اصبَحَ آيةً أرتِلها قبل النوم، لتبتعدَ عني كُل أحلامِ الحرية، الحُرية بأن أكونَ ذاتي، و أن أتحدَث بما أفكِر، وليسَ ذلِكَ الدُمية الذي لم يرتقِ إلى أن يكونَ إنساناً، صُنِعَ لمواجهة عالمٍ لا يُحِبُ خيباتِ الأمل ودائماً ما يَتوقعُ من الآخرين ما يُريد أن يرى هُوَ، ضارِباً بعُرضِ الحائط كُل التعدُدية و الكينونات الإنسانية...
نَعم لقد أصبحنا سِلعاً معروضة للبيعِ في مُتحفٍ ساديٍ لِلعوام، تُزينهُ أشجارٌ سقتها ذكرياتُنا ورغَباتُنا المكبوتة، التي لوَثت أرواحنا التائهة في ضباب الغدر الذي يلعب على هضاب الخدر، نَعم نَحنُ تائِهون، نبحثً عن قلوبٍ غارقة في بحرِ السُكون، وعن مواويل وأغانٍ لِتُرطِب لنا فضاءاتِ خيالاتِنا الحالمة بفُرصٍ أخرى في عالمٍ آخر، ليسَ لهُ حد ولا تُؤطِرُهُ سماءٌ قَد يَصبِغُها البعض على حسبِ ما يشاء وَيَهوى، فالغَدُ، والأمنياتُ، والحب هُم لنا، وما ذهبَ باحِثاً عن حبيباتِ الضوء لن يعودَ له مكانٌ في عُرسِ أمنياتي التي تستلطِفُ مجاعاتِ حُبي لك، الذي أحياني من جديد على أصواتِ خيوطِ شمسِكَ التي أحيَت عالمي...

04‏/10‏/2012

جَسَدٌ مُقفَل



جَسَدٌ مُقفَل
إنَهُ أنا و أنتَ
نَدفَعُ الجِزية
عن حاضِرٍ مجهول الهوية...
سيجارة لنُستَهلكها
و ضَباب لنُلاحق...
جَسَدُكَ؛ غُيرُ أكيدٍ لي
رائِحتي أصبحَت أنتَ؛
رائحَتُكَ تطمئِنُني...
أتَنَفسُكَ بِثِقَل
وَ أنفاسُكَ على رَقبتي
تَوقَف و احضُني
حتى لو عكسياً؛ أنا لن أهتَم
حيثُ أن شفتاكَ فوقَ شَفتاي...
أفكاري الآن فوضوية و أنتَ
تَقَبلُ يدي
باحمرار؛ عقلي يُريدُ المزيد
و لكن جَسَدي يقول: "كفاية"...
أرجوكَ "يا قلبي" ناصِر هدفي
فأنا أريدُهُ، أريدُ أن
أقبِل شفتاه؛ و لكني لا أستطيع
فجَسدي مُقفل، و
أعتقِد؛ بأني أغرَق
داخِل صدرِهِ العاري
من الخَضارِ و الذَهَب...
أشعُرُ بأمانٍ تام
و أنتَ دافئٌ جِداً...
تحدثتُ مَعَكَ بأشياءٍ
لم أجرُؤ على الحديثِ بها
من قَبل...
مَعَكَ أنا لا أملُكُ اسماً
يُمكِنُكَ مُناداتي بأيّ اسم تُريد
نادِني "أغنية حُب"
نادني "أي لون"
أو نغمَتُكَ للسَلام...
أنا أسَّلِمُ نفسي لَكَ
لذا سَلمني لعوالِمِك
حيثُ لَكَ أن تعيدَ رَسمَ جَسَدي
بهمساتِك، و نَغماتِكَ الناعمة الحَزينة
و هدايا قلبِكَ المُزهِر...

01‏/08‏/2012

مساحات مثلية سوداء


مساحات مثلية سوداء



طَعمٌ معدنيّ و مالح في فمي؛ و بقايا لون أحمر على أسناني؛ في هذا الصباح المليء بالنسيان... لا أستطيع أن أذكُر ما فعلتُه؟ أو إذ ما فعلَ أحدٌ شيئاً لي؟
وَجعُ رأس؛ و ضَبابِية؛ و مُسدَس!... يا للسعادة، أنا لا أشمُ رائحة البارود! و لكني أرى تَصَدُعات، تصَدُعاتي، تنتَشِرُ عَبري مُقفِلةً أبواب إرادتي...
تاركتني محطماً أكثر من ما كُنتُ أحلُم بِهْ، مُحطماً بشكلٍ مُغرٍ لِكُل مُفترِس لِلجَسَد؛ محطماً و لكن حُر؛ أنا حُر و أنا مُحطم...
مُحطم هُوَ تعريفٌ أفضل من تعريفِ القيودِ لجسدي و رَسمِها لهُ سابِقاً؛ أفضل من جَسد مُلون بِمليونِ جُرحٍ و حُفرة...
إذا كانَت الحُرية تعني اِنكساري و تحطُمي؛ فأنا ألفُ قطعة؛ و ألفُ حرية...

09‏/07‏/2012

الزواج ليس للجنسين المختلفين فقط.


شركة غوغل تُعلن عن حملة عالمية لتشريع زواج الأفراد من الجنس الواحد.




اليوم، شركة غوغل أعلنت مجهود طموح لتشريع زواج الأفراد من نفس الجنس حول العالم. المشروع يُدعى "تشريع الحُب"؛ و قد تم الإعلان عنهُ سابقاً في حدث في مدينة لندن يركز على مشاكل الم.م.م.م في أماكن العمل.


Dot429.com تحتوي على تفاصيل اكثر:
حملة مشروع "تشريع الحب" قد تم اطلاقها بشكل رسمي في بولندة و سنغافورة؛ نهار السبت، في السابع من تموز.
شركة غوغل تنوي أن تُوَسِّع هذه المبادرة إلى كل مكان يوجد به مكتب لها؛ و سيتم التركيز على أماكن يوجد و تنتشر ثقافة "رهاب المثلية"؛ حيثُ يوجد قوانين ضد المثلية.
صاحب شركة غوغل "مارك بالمر" خَطَطَ هذه المُبادرة في مؤتمر العمل العالمي للم.م.م.م الذي أقيم في لندن. "نحنُ نريد لموظفينا مثليوا و مثليات و متحولو الجنس أن يعيشوا تجربة جيدة خارجاً كتلكَ التي يقضونها في مكتب العمل؛ و من الواضح بان هذا العمل هو عمل طموح جداً. استراتيجية عملهم تتضمن تطوير الصلات بين الشركات و المُنظمات لدعم حملات على المستوى الشعبي.
المشروع في بدء الأمر سيُركز على بولندة و سنغافورة قبل أن يمتد إلى دول أخرى. و قامَ بالمر بشرح أن غوغل ستقوم بإقناع تلك الدول "كونك مركز دولي و قائد عالمي يعني أن عليك معاملة جميع الناس بنفس الطريقة، بغض النظر عن توجهاتهم الجنسية."
هذه المبادرة تم على الفور مَدحها من قبل مُمَثلين من قبل Citi و Ernst & Young.

06‏/07‏/2012

خارجون عن قانون الحُب... (ترجمة)



لا مكان بقي للذهاب.
هل نحنُ نقترب، نقترب؟
لا، كُل ما نعرفهُ هو "الرفض".
الليالي تصبح أبرد، أبرد.

مرحباً!
الدموع جميعاً تذرف بنفس الطريقة
جميعنا نشعر بالمطر
لا نستطيع تغيير ذلك.

كُل مكانٍ نذهَبُ إليه

نحنُ نبحثُ عن الشمس
لا مكان لنكبُر به.
دائماً ما نهرُب من حياتنا.
يقولون بأننا سنتعفن في جهنم
و لكني لا أعتقِدُ ذلك.
لقد اكتَفينا من جعلهم لنا سلعاً
خارجون عن قانون الحب.


الندوب
تجعلنا من نحنُ عليه
المنازل و القلوب مُحطمة؛ مُحطمة.
بعيداً؛ يمكننا الهربُ بعيداً.
بعقولنا المنفتحة لكل شيء؛ كُل شيء


(إعادة)

05‏/07‏/2012

المثلية الجنسية 3

المثلية الجنسية 3





- تاريخياً:
المواقف الاجتماعية حول العلاقات الجنسية للجنس الواحد قد تنوعت عبر الوقت، و الزمن، من قبول الرجل في خوض علاقة مع رجل آخر، إلى تكامل، عبر القبول، إلى رؤية الفعل ذلك على أنه خطيئة طفيفة، إلى قمعه عبر القوى الأمنية و النظام القضائي ، إلى وضعه تحت "عقوبة الموت".
في تصنيف مفصل لمواد تاريخية و اثنوجرافية لما قبل الحضارة الصناعية، "الرفض القاطع للأحادية الجنسية كانت بـ 41% من قبل 42 حضارة؛ قد تم تقبله أو تجاهله من قبل 21%، و 12% لم يذكروا هذا المفهوم أبداً. من 70 اثنوجراف، 59% ذكروا غياب الأحادية الجنسية أو ندرتها في الحدوث، و 41% ذكروا وجودها أو أنها شائعة." (36)
في الحضارات التي تأثرت بالأديان الإبراهيمية، فإن القانون و الكنيسة رسخا بأن "اللواطة" هي تحول ضد القانون الإلهي أو جريمة ضد الطبيعة. إدانة للجنس بين الذكور فقط، على الرغم من ذلك، فيما قبل الدين المسيحي. كانت في اليونان القديمة؛ "الغير طبيعي" و نستطيع تقفي أثره عودة إلى أفلاطون. (37)
العديد من الشخصيات التاريخية، متضمنة سقراط، اللورد بايرون، إدوارد الثاني، و هادريان، (38) كان يلصق بهم كلمات كـ "لوطي" "مزدوج الجنسية"؛ و بعض المبشرين، كمايكل فوكولت، اعتبرها كمخاطرة عفا عليها الزمن للبناء المعاصر حول الغرابة الجنسية في زمنهم. (39)
- التعصبية الجنسية و الرعب من أحاديي الجنس:
في العديد من الحضارات، احاديوا الجنسية و بشكل متكرر عرضة للتحيز و الإساءة. مثل بقية الأقليات و هم عرضة أيضاً لوجهات النظر المختلفة. هذه المواقف تتكون من أشكال التعصبية الجنسية و الخوف من الأحادية (مواقف سلبية، تمييز، و تحقير في صالح الجنسية مع الجنس الآخر). التعصبية الجنسية تتضمن افتراض أن الجميع يميلون للجنس الآخر أو أن الانجذاب و العلاقات بين الجنسين هي عادة و على ذلك هي المسيطرة. الرعب من آحادي الجنسية هو الخوف من، أو النفور، أو الاحتقار ضدا الجنسية. و يتجسد ذلك الخوف بعدة أشكال، و عدد من الأنواع المختلفة التي تم افتراضها، عندما تتمثل هكذا مواقف غالباً ما تسمى بجرائم الكره أو تقريع مثلي الجنسية.
وجهات النظر السلبية لشخصيات أحادي الجنسية أو مزدوجو الجنسية غالباً ما تكون على أنهم غير مستقرون رومانسياً، و متعددو العلاقات الجنسية، و أكثر ميولا لإيذاء الأطفال جنسياً، و لكن لا يوجد أي قواعد علمية لتأكيد هذه المزاعم، احاديوا الجنسية – ذكوراً و إناثاً – يشكلون علاقات ثابتة، ملتزمة  و مساوية لثنائي الجنسية في المناظير المهمة. (2) الاتجاهات الجنسية لا تؤثر على احتمال أن الناس سيسيئون للأطفال جنسياً. (40)(41)(42) الادعاءات التي تقول بأنه يوجد دليل علمي ليدعم الارتباط بين كون الشخص أحادي جنسية و مسيء للأطفال جنسياً هو مبني على سوء استخدام لهذه المصطلحات أو إساءة لفهم دليل موجود. (43)

- سلوك الأحادية الجنسية في المملكة الحيوانية:
يدل سلوك الأحادية الجنسية بين الحيوانات إلى دليل موثق لسلوك للأحادية الجنسية، و الازدواجية الجنسية و التحول الجنسي في الثديات و الحيوانات من غير الجنس البشري. و هكذا سلوكيات متضمنة العلاقات الجنسية، و التودد، و العاطفة، و الارتباط الزوجي، و الأبوية. التصرفات المتعلقة بالأحادية و الازدواجية الجنسية منتشرة بشكل كبير في المملكة الحيوانية: دراسة في عام 1999 من قبل الباحث بروس باجيميهل تري بأن سلوك الأحادية قد روقِب في تقريباً 1500 صنف، من الحيوانات البدائية إلى الدود المعوي، و موثق بشكل جيد لـ 500 صنف منهم، السلوك الجنسي للحيوانات يأخذ العديد من الأشكال، حتى بين الفصيلة الواحدة، الدوافع و التضمينات لهذا السلوك مازالت غير مفهومة كلياً، على أساس أن معظم الفصائل لم تتم دراستها بشكل كامل. (44) وفقاً للباحث بروس: "المملكة الحيوانية [تفعلها] مع تنوع جنسي أكبر – متضمناً الأحادية و الازدواجية الجنسية، و الجنس الغير منتج – بشكل أكبر مما يقبله المجتمع العلمي و المجتمع العام من قبل."


...يُتبَع....

04‏/07‏/2012

لقد رَحل

لقد رَحل



لقد رحلَ وَ بَقيتُ أنا هُنا
و للمرة الأولى أشعرُ هكذا
يالَغبائي لأعتَقد؛ بأني أستَطيعُ الاحتمال

لقد رحلَ وَ بَقيتُ أنا هُنا
إنهُ نفسُ النَهار في عيني
و لكن كما تُشرِق الشمسُ فوقي
هيَ تَنامُ فوقَه...

ثلاثةُ أيام، و هُوَ ليسَ معي
لا أريدُ حلاقةَ ذقني
بشفرته...
لكي لا أذكُر كيفَ كانت رائحته

هذه الزهور الحمراء، التي زَرعتُها من أجلِه
بريّة و بلون دَمي...
و لكنها لم تُزهر – منتظرتك للخروجِ من رَحمها

سريره الآن دائماً نظيف
لا يمكن لي أن أنام عليه
و لن أنظفه أيضاً – فقد أضيع
بينَ تجاعيدِ القماش
و اشتياقي له...