01‏/07‏/2012

أطفال النور


أطفال النور



في المناطق العدائية من الصعب عليك أن تكونَ صادِقاً مع نفسك؛ خاصة؛ إذ كُنتَ تملك مشاعراً، و رؤىً، و احتياجاتٍ مُختلِفة... في المناطِق العِدائية شخصيتُك هيَ ما ترتَدي، و ليسَ ما أنتَ عليه؛ و لكن مهما حاولتَ الاِختباءَ بِجُهد؛ فحقيقتُكَ ستظهر بأي ثَمَن...
و لو عبرَ نسيج مُجتَمَعٍ جاهز ليُحاسِبُكَ إذا كُنت مُختلِفاً عنهُ بشكلٍ ما.
في تسريباتِ أخلاقية في هكذا مُجتَمع نَحنُ نجِدُ أنفُسنا "مثليّ الجنسية" غير مُعَّرفون؛ و لكن مرفوضون؛ و بِدونِ أي شك "مُهدَدون"...
يقولونَ بِأننا: مرضى، و عار، و اِنحِراف عن مَسارِ الطبيعة؛ و على أغلبنا يَجب تَطبيقُ حُكم الموت! عِندما أسمعُهم يردِدون "آمين"، أتساءل: "هل نَحنُ فراشاتٍ في لفافاتِها؟ أم تِلكَ الشياطين التي يتحدثون بها عن أنفسِنا؟"
كُل ما أعرفه بأننا لسنا بِجنسٍ مُختلف؛ لم نأتِ من رحمٍ مُختلف، و مع ذلك فإنهُم يتهموننا بالعار، و الضعف، و عدم المَسؤولية. فهل ذلك هُوَ الخوف من المجهول أم هو الكُره بكُلِ بساطة وَ وُضوح؟...
كأطفالِ النور؛ نحنُ نشعر بالإعياء في الجِنان التي خَلقتموها لِأنفُسِكُم؛ و أنكَرتُم وجودنا بِها؛ و لكِننا سنعبُر من خِلالِها، فنحنُ "أنتُم" (أصِدقاء، أحباب، آباء، و أمهات)؛ و مع ذلك أنتُم لا تسمعونَ نداءاتِنا و صَرخاتِنا؛ عِدائيتِكُم جَعلتكُم تعتَقِدونَ "بالأقلية"؛ و من ثُم خنقتمونا بدموعٍ من غُبارِ الفَحم؛ واضِعينَ أشواكاً في عيوننا التي رسمها الحُب.
لقد تركتمونا في حالٍ أشبهَ بالنُجومِ المُتجمدة، و لكِن في طبقاتِ اوَعي العُليا؛ سيوجَد مكانٌ لِأحلامِنا لتتصادَم مع الواقِع. و لا مكان لِتَضارُباتِ التعاريف؛ و تبديلِ الوجوه؛ و انتِحاراتٍ عُنوِانُها "سَبَبٌ مجهول"؛ نَحنُ أطفالُ النور، و نَحنُ ورَثَةُ اللهيبِ الذي تحرقون أرواحنا بِه بدون أي عارٍ أو اِحساس...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق